قصـــــــــــــــــــــــــة واقعية

الهديه الفارغه
________________________________________
يُحكى أن أماً قاصصت ابنتها البالغة من العمر خمس سنوات، لأنها استعملت لفة ورق الهدايا المذهبة اللون كلها، وكانت الأم قد خبأتها لوقت الحاجة وحالتها الاقتصادية لا تسمح لها بشراء غيرها. وغضبها تفاقم أكثر عندما علمت أن ابنتها لفت بها علبة وضعتها تحت سريرها. ليلة عيد الأم، حملت الصغيرة هذه العلبة وقدَّمتها لأمها قائلة: "كل عام وانتي بخير، هذه لكِ يا أمي". تفاجأت الوالدة من تصرف ابنتها، وبخاصة بعد أن كانت ردة فعلها غاضبة بسبب هذه العلبة، ففتحت العلبة فوجدتها فارغة. فقالت لابنتها، محافظة على أعصابها: "ألا تعلمين يا ابنتي، أنه عندما تريدين أن تقدمي هدية، يجب ألا تكون فارغة؟" أردفت الصغيرة متعجبة معاتبة والدتها، وقائلة: "آه يا أماه! إن العلبة ليست فارغة بل ملآنة... لقد ملأتها قبلات قبل أن ألفها"... عندها، ضمت الوالدة ابنتها إلى صدرها، وعيناها مغرورقتان بالدموع، وقالت: "عفوكِ يا ابنتي... سامحيني"... وبعد يومين، أصاب حادث أليم الابنة وغيَّب الموت وجهها... فاحتفظت الأم بالعلبة جميع أيام حياتها، أصبحت أغلى هدية لديها... وكانت كل مرة تقع في مشكلة أو في يأس أو ضيق، تفتح العلبة وتأخذ قبلة من ابنتها تهدئ بها أعصابها... صارت هذه العلبة الفارغة مصدر رجاء لا ينضب...
(من مجلة حياتنا الليتورجية- العدد 38)

» قصـــــــــــــــــــــــــة واقعية
» قصــــــــــــــــة واقعية
» قصـــــــــــــــــــــــــة واقعية
» قصــــــــــــــــة واقعية
» قصـــــــــــــــــــــــــة واقعية